مشاركة مصر بأمر السيسي في إطفاء حرائق إسرائيل


 

أول امبارح تحدث رئيس وزراء إسرائيل للصحفيين ووسائل الإعلام عن حرائق الغابات شاكرا "صديقه الرئيس المصري السيسي" لإرساله طائرتين للمساعدة في إطفاء الحرائق، وطبعا طار الإخوان الإرهابيون الذين أفتوا في 28 مايو 2015 وعلى موقعهم الرسمي بقتلنا ولو جوة المساجد أثناء أداءنا صلاة الجمعة طالما كنا موظفي حكومة أو مش شايفين 3 يوليو انقلاب عسكري، طار الإخوان ومن وراءهم بعض "المعارضة" فرحا بالخبر باعتباره دليل عمالة وخيانة السيد الرئيس المفدى عبد الفتاح السيسي حفظه الله ورعا

وللي مش متابع فالموقع العربي لشبكة سي إن إن نشر تغطية كاملة مكتوبة ومرئية لمشاركة مصر في الإطفاء:


مقدمة لا بد منها:


بعد أن شرحنا بالتفصيل الممل في اللنك ده اشتراك حركة بناء رابطة شباب المهندسين سابقا الشحاتين حاليا في لجنة قانون جباية نقابة المهندسين الكارثي وباعترافهم عبر صفحتهم الرسمية في 13 يناير 2019 رغم إن القانون الجديد ده:
1) بيحرمنا من الجمع بين معاش النقابة ومعاش آخر 
2) بيحرم غير المشتغل بعمل هندسي من المعاش
3) يثقل كاهل المشتغل بعمل هندسي برسوم تجديد اشتراك كل سنة يصل متوسطها لعشرات الألوف من الجنيهات سنويا مع تجديد شهادة ممارسة مهنة ورقها يتحكم فيه صاحب العمل

ويمكن الاطلاع على جميع كوارث قانون جباية النقابة الجديد في مجلس النواب هنا:

بعد كوووووووووول ده ندخل في الموضوع و ح تعرفوا في الآخر ايه علاقة حركة بناء بمشاركة مصر في إطفاء حرائق إسرائيل:

هل "كلّ" النصارى و اليهود وغيرهم أعداء لنا نحن المسلمين؟

أنا أحد المؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي خصوصا فيما يتعلق بدعواته المتكررة والملحّة بتجديد الخطاب الديني، وإحدى كوارث الخطاب الديني عند المسلمين هو التعميم:
بمعنى نصراني قتل مسلما في البوسنة فمباشرة تجد الدعوات على النصارى وتعميم وصفهم بالإجرام والقتل والإفساد في الأرض!

رغم إن القرآن الكريم واضح صريح في قول الله تعالى بسورة آل عمران "ليسوا سواء من أهل الكتاب من أهل الكتاب أمة قائمة يتلون آيات الله"

وللأغبياء المستشهدين بالآية الكريمة الشهيرة لديهم "ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم" أهديهم أولا هذا الفيديو للشيخ الراحل محمد متولي الشعراوي رحمه الله أن الرضا عمل قلبي (وهذه دلالة الكلمة لغويا حتى قبل فقهيا):


وثانيا أقول لهم:
إن الله لا يؤاخذ البشر بالعمل القلبي
أي إن رجلا لا يرضى إلا أن أتبع ملته ليس مجرما أو مخطئا
وإنما الخطأ أو الجرم هو أن يتحول رضاه القلبي إلى عمل فعلي أو قول لفظي يخالف دينا أو قانونا

والدليل على كلامي قول الله سبحانه وتعالى "ود كثير من أهل الكتاب لو يردّونكم من بعد إيمانكم حسدا من عند أنفسهم من بعد ما تبين لهم الحق فاعفوا واصفحوا حتى يأتي الله بأمره" حيث في الفيديو التالي استفاض فضيلة الشيخ الشعراوي رحمه الله في شرح هذه الآية


يوضح الفيديو أن الود عمل قلبي لا يؤاخذ عليه المرء، ثم كيف أن قول الله سبحانه فاعفوا واصفحوا يفيد أن هذا دليل على أن البعض منهم تحول لديهم هذا الود الذي هو عمل قلبي إلى فعل ملموس وقول ملفوظ لرد المسلمين عن دينهم فوجب عقابهم ولذا أمر الله بالعفو والصفح عنهم حتى يأتي بأمره

علما بأن كثير في الآية لا تعني بالضرورة الكثرة الغالبة أي النسبة العظمى لأن فضيلته قال في هذا الفيديو أو فيديو آخر أن الله قال عن فئة واحدة أن فيها كثير أو أكثر من كذا وكثير أو أكثر من كذا أيضا 

وقد لاحظت أن الله سبحانه وتعالى لم يحدد لنا نسبة هؤلاء الكثير الذين لديهم ودّ قلبي برد المسلمين عن الإسلام، والأهم أنه سبحانه جل شأنه لم يحدد لنا نسبة الذين تحولت رغبتهم القلبية إلى فعل أو قول من هذا الكثير - ولعل هذه رسالة من الله لنا نحن المسلمين أن نعامل كل إنسان بشكل مستقل وحيادي ودون تعميم عملا بالآية الكريمة "ولا تزر وازرة وزر أخرى"

وبناء عليه وبموجب آيات القرآن المشار إليها أعلاه وتفسير الشيخ العلامة الشعراوي رحمه الله لها، فإن اليهود والنصارى وغيرهم ثلاثة أصناف:

1- صنف يحمل قلبه رغبة في أن يرتد المسلمون عن الإسلام دون أن تتحول الرغبة إلى فعل أو قول

2- صنف لا يحمل لنا أية رغبة قلبية في أن نرتد عن الإسلام أساسا أو في إيذاءنا
بل ربما كان بعضهم مسلمين سرّا مثل رئيسة الشرطة النيوزيلاندية التي كتمت إسلامها لعشرين عاما
وده فيديو ليها بتحكي ازاي كانت بتتهرب من جلسات الشرب مع زملاءها بعد مواعيد الشغل الرسمية:


بل القرآن الكريم خصص سورة كاملة للرجل المصري من آل فرعون الذي آمن بالله ونبيه موسى سرا (سورة المؤمن)
أليست هذه دلالة مهمة ورسالة إلهية لكل مسلم أن يدرك أن قد يوجد في غير المسلمين من هم مسلمون يكتمون إسلامهم؟

يروي الذهبي في سير أعلام النبلاء أنّ ملك الروم أهدى صحابيا 30 ألف دينار و ثلاثين وصيفة و ثلاثين وصيفا وأنه لعله أسلم سرا بسبب مبالغته في إكرام هذا الصحابي البدري (عبد الله بن حذافة).

واستشهد الذهبي في كتابه بهرقل الذي عرض على قومه الدخول في الإسلام فلما خافهم قال إنما كنت أختبر شدتكم في دينكم، وهنا يقول الذهبي "فمن أسلم في باطنه هكذا فيرجى له الخلاص من خلود النار"

في الصفحة 117 من مذكراته "ذكرياتي في عهدين" تحدث صلاح لبيب الشاهد كبير أمناء رئاسة الوزراء في العهد الملكي ورئاسة محمد نجيب ثم القصر الرئاسي أيام الرئيسين جمال عبد الناصر وأنور السادات عن حضور فريد شحاتة سكرتير الدكتور طه حسين لمجلس الوزراء في أوائل يناير 1952 ليخبره بأن الوزارة مآلها الإقالة قبل نهاية الشهر (عكس العلاقة وقتها بين القصر الملكي ورئيس الوزراء الوفدي) ثم اتصل به شحاتة في منتصف الشهر مؤكدا أن الوزارة ستقال، ثم اتصل به للمرة الثالثة صباح الخميس 24 يناير 1952 ليحذره من مظاهرات سوف تتفجر صباح السبت 26 يناير ولن تنتهي إلا بإقالة الوزارة في نفس اليوم!

ويواصل صلاح الشاهد في مذكراته أن صباح 26 يناير 1952 شهد بالفعل الحوادث الشهيرة التي انتهت بحريق القاهرة وإعلان الأحكام العرفية في نفس الليلة بعد اجتماع مجلس الوزراء بمنزل مصطفى النحّاس.



ونقل صلاح الشاهد عدة وقائع أخبره بها فريد شحاتة قبل حدوثها وثبت صحتها وحصولها كما أخبر بها ومنها اسم رئيس الوزراء الجديد والسبب الذي بموجبه سيتحجج السفير البريطاني بعدم مقابلة رئيس الوزراء وقد كان مطابقا للسبب الذي تحججت به السفير رسميا.

الشاهد من كتاب صلاح الشاهد رحمه الله هو أنه تصادف وقابل فريد شحاتة الذي كان يمده بأخبار وكواليس هذه الوقائع قبل حدوثها وسأله عن مصدر الأنباء الصحيحة فأخبره أن أجنبيا لا يعرف جنسيته ويرجح أنه ربما كان إنجليزيا أو أمريكيا كان يتصل به تلفونيا ويطلب مقابلته ثم يتقابلان على رصيف أحد شوارع القاهرة ويسيران معا ويتحدث الأجنبي معه أثناء سيرهما ويخبره بكافة الأنباء ويختفي ثم يعاود بعد ذلك الاتصال به عندما يجدّ جديد أو يكون ثمة نذير في الأفق.

إنّ هذا الإنجليزي أو الأمريكي كما نرى يبلغ ما يعرفه من معلومات ضد مصلحة الإنجليز وفي صالح الحفاظ على البلد من الفوضى والدمار والانفجار (صلاح الشاهد يرجّح أن هذا الأجنبي كان يعمل في المخابرات الإنجليزية وأنه أسلم)، ولو رآه "إسلامي" وقتها في الشارع لقذفه بالطوب والحجارة ولربما قتله باعتباره محتلا غاصبا، رغم أنه ليس من ضابطا أو عسكريا وربما كان مدرسا أو تاجرا أو غير ذلك


3- صنف حوّل الرغبة القلبية إلى فعل مادي أو قول لفظي لإبعادنا عن الإسلام أو قتلنا والاعتداء علينا

مشكلتنا كمسلمين يجب أن تكون مع هذا الصنف الثالث فقط، وليس الصنفان الآخران اللذان يفسّران بوضوح لماذا نجد منصفين للإسلام أو للعرب أو للحق أو للخير أو للعدل في مختلف أنحاء العالم رغم كون هؤلاء المنصفين غير مسلمين، بل قد يكونوا إما ملحدين وإما متدينين

بل إنني أعتقد أن الصنف الثالث الأخير ينقسم إلى نوعين اثنين كبيرين:
1- نوع يهاجم الإسلام عن جهل وعدم وعي، وهجومه لا يهدف لقتل مسلم أو إيذاءه بشكل مباشر ولكن لإبعاده عن الإسلام أو الضغط عليه إما ليترك الإسلام (أو بعض قيمه) وإما ليعتنق قيما أخرى
2- عدو يقتل المسلمين لأهداف سياسية أو عسكرية (ولا أقول أسباب دينية لأن الأديان لا تأمر بسفك الدم المعصوم)


يمكن بسهولة كسب الصنف الثالث بنوعيه أو على الأقل تقليل حدة هجومه وإيذاءه ليس فقط بإعداد القوة حسب الاستطاعة كما في قول الحق سبحانه "وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون (60)" ولاحظوا أن الآية بعد الإعداد قالت "وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على الله" فكأنها دليل على أن إعداد القوة يردع الغير ويجبره على اللجوء للمعاهدات والاتفاقات كما قرأت للشيخ محمد الغزالي رحمه الله إن لم تخني الذاكرة

ودليل آخر على سهولة كسب الصنف الثالث هو الصحابي الجليل عبد الله بن حذافة السهمي رضي الله عنه وهو من أهل بدر الذين قال النبي صلى الله عليه وسلم فيهم كما في الحديث "لعل الله اطلع على أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم" رواه البخاري ومسلم

هذا الصحابي الجليل أرسله الخليفة الثاني عمر بن الخطاب رضي الله عنه مع ثلاثمائة مقاتل إلى بلاد الروم لكنهم أُسِروا
فلما عرف ملك الروم أن عبد الله أسير معهم وهو من صحابة النبي صلى الله عليه وسلم قال له:
هل تتنصر وأعطيك نصف ملكي؟
فرفض
فقال له أقتلك
فقال: أنت وذاك
(يعني اقتلني ميهمنيش)
فأمر ملك الروم بصلب الصحابي الجليل ثم أمر الرماة أن يرموا الأسهم قريبا من بدنه
ثم عرض عليه النصرانية فاستمر عبد الله بن حذافة على رفضه وإباءه
فأنزلوه من على خشبة الصلب ثم أتوا بقدر فيها ماء أو زيت تحته نار
ودعا بأسيرين من المسلمين من جيش عبد الله بن حذافة وفي وجوده
فأمروا بإلقاء أحدهما فيها
والملك يعرض على الصحابي النصرانية وهو يرفض

ثم بكى الصحابي فقيل للملك: إنه بكى
فظن أنه جزع (أي تراجع)
فقال: هاتوه
فسأله ما أبكاك
فرد عليه عبد الله بن حذافة رضي الله عنه:
هي نفس واحدة تلقى الساعة فتذهب
فكنت أشتهي أن يكون بعدد شعري أنفس تلقى في النار في سبيل الله

فقال له ملك الروم: هل لك أن تقبل رأسي وأخلي عنك؟
فاشترط عبد الله بن حذافة رضي الله عنه الإفراج عن جميع الأسرى المسلمين معه
فوافق الملك فقبل رأسه وقدِم بالأسرى على سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه
فقال حق على كل مسلم أن يقبل رأس ابن حذافة وأنا أبدأ فقبّل رأسه

فالشاهد هنا أن هذا الصحابي الجليل استطاع أن يجلب مصلحة عليا للمسلمين من ملك عدو عذبه وقتل أحد جنوده، ورغم ذلك نجا بنفسه منه ونجى معه ثلاثمائة أسير مسلم

وأكاد أراهن أن هذا الموقف لو تكرر بنفس حذافيره وكان قائد الجيش ليس صحابيا جليلا وإنما زعيما "إسلاميا" من المعاصرين -مثلا- لبصق هذا الزعيم "الإسلامي" في وجه الملك لو طلب منه تقبيل رأسه ولقال لملك الروم:

كله إلا عقيدة الولاء و البراء خسئت يا قاتل كيف أقبل رأسك وقد قتلت أخي في القدر المغلي منذ قليل يا عدو الله

وطبعا كلنا عارفين إن المحصلة ح تكون ذبح رفاقه المسلمين الثلاثمائة أمامه ثم ذبح هذا الزعيم "الإسلامي" شخصيا هههههههههههههههه


تصرف حكومة دولة هل يؤاخذ بسببه عموم الشعب؟

هل تصرف حكومة دولة ما يعني أن نؤاخذ عموم الشعب بسببه؟
يعني لو رئيس وزراء بريطانيا قرر شن حرب على شعب مسلم لقتلهم وإبادتهم وأعلن ده في الإعلام صراحة
القوات المسلحة البريطانية تحركت مع جيش الإعلام وبمساعدة الخارجية البريطانية
بموجب إعلان الحرب ده هل احنا كمسلمين في حالة دفاع عن النفس
هل الإسلام يأمرنا أو يوجهنا أو يحثنا على إلحاق الأذى بالبريطانيين غير المشاركين في الحرب؟

لاحظوا أيها السيدات والسادة أن إيقاع الأذى بالبريطانيين غير المشاركين في الحرب يساعد في انتصار المسلمين - لأن إلقاء قنبلة على حي سكني في لندن نتيجته ضغط شعبي على الحكومة البريطانية كي توقف حربها ضد المسلمين ولا يتعرض المزيد من البريطانيين للقتل على يد المسلمين بسبب تعرض بلادهم لاعتداء بريطاني مسلّح

فهل يأمرنا الإسلام بممارسة هذا الاعتداء الانتهازي بحجة الغاية تبرر الوسيلة؟!
أو بحجة أن هذا حقن لدماء المسلمين لأن القنبلة ستؤدي لتكوين رأي عام مضاد لقتل إخواننا؟!

حتى في حالة الحرب، ينهى الإسلام وبوضوح عن التعرض بالأذى لغير المشتركين في حربنا ولو كانوا رجال دين مسيحي أو رهبان مثلا رغم أنهم مسؤولون عن تنشئة الشباب والصغار على عقيدة تخالف ما نؤمن به نحن المسلمون، ورغم ذلك ينهانا الإسلام بوضوح وصراحة وصرامة عن إيذاءهم أو التعرض لهم في حالات الحرب مع النصارى طالما أنهم في كنائسهم وحياتهم لا يمارسون عملا عدائيا وأنقل الأحاديث والآيات التالية من موقع تفريغات شهير:

عَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا-: «أَنَّ امْرَأَةً وُجِدَتْ فِي بَعْضِ مَغَازِي النَّبِيِّ ﷺ مَقْتُولَةً، فَأَنْكَرَ رَسُولُ اللهِ ﷺ قَتْلَ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ». مُتَّفَقٌ عَلَيْهِ.

قَالَ النَّوَوَيُّ: «أجْمَعَ العُلَمَاءُ عَلَى تَحْرِيمِ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ إِذَا لَمْ يُقَاتِلُوا».

عَنِ ابْنِ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- أَنَّ النَّبِيَّ ﷺ: «نَهَى عَنْ قَتْلِ النِّسَاءِ وَالصِّبْيَانِ».

وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُمَا- فِي قَوْلِهِ تَعَالَى: {وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلاَ تَعْتَدُواْ إِنَّ اللّهَ لاَ يُحِبِّ الْمُعْتَدِينَ} [البقرة: 190]، وَلَا تَعْتَدُواْ، يَقُولُ: «لَا تَقْتُلُوا النِّسَاءَ، وَالصِّبْيَانَ، وَالشَّيْخَ الكَبِيرَ, وَلَا يُقْتَلُ الزَّمْنَى، وَلَا الْأَعْمَى، وَلَا الرَّاهِبُ، وَلَا يُقْتَلُ العَبْدُ».

وَبِهِ قَالَ الشَّافِعِيُّ؛ لِقَوْلِ النَّبِيِّ ﷺ: «أَدْرِكُوا خَالِدًا فَمُرُوهُ أَلَّا يَقْتُلَ ذُرِّيَّةً وَلَا عَسِيفًا»؛ وَهُمُ العَبِيدُ.

قَالَ مَالِكٌ: «لَا يُقْتَلُ النِّسَاءُ، وَالصِّبْيَانُ، وَالشَّيْخُ الكَبِيرُ, وَالرُّهْبَانُ المَحْبُوسُونَ فِي الصَّوَامِعِ وَالدَّيَّارَاتِ».

قَالَ ابْنُ قُدَامَةَ -رَحِمَهُ اللهُ-: «إِذَا ظَفَرَ بِالكُفَّارِ؛ لَمْ يَجُزْ قَتْلُ صَبِيٍّ لَمْ يَبْلُغْ بِغَيْرِ خِلَافٍ، وَلَا تُقْتَلُ امْرَأَةٌ، وَلَا هَرِمٌ وَلَا شَيْخٌ فَانٍ، وَبِذَلِكَ قَالَ مَالِكٌ، وَأَصْحَابُ الرَّأْيِ».

أَمَّا الفَلَّاحُ الَّذِي لَا يُقَاتِلُ: فَيَنْبَغِي أَنْ لَا يُقَاتَلَ؛ لِمَا رُوِيَ عَنْ عُمَرَ -رَضِيَ اللهُ عَنْهُ- أَنَّهُ قَالَ: «اتَّقُوا اللهَ فِي الفَّلَّاحِينَ الَّذِينَ لَا يُنَاصِبوُنَكُمُ الحَرْبَ».

مثال: هل يجوز شرعا أن نحاصر سكان دولة قطر الشقيقة بسبب تصرفات تميم آل ثاني وحكومته وجزيرته؟!

هل العبرة بالكلمات والألفاظ أم بالحقائق؟
يعني لما أجيب كرتونة ساعات ذهبية لحد السقف وأسد بيها باب بيت شخص لدرجة ميعرفش يخرج محدش يعرف يدخل
ثم يطلب إدخال الكراتين لبيته وأنا رافض ومصرّ على وضع الكراتين أمام بيته
لدرجة اضطراره لاستخدام سلم ونش من البلكونة عشان يخرج ويدخل شقته
لو حد سألني ليه محاصرهح أقول له ده حبيبي من أيام الجيزة وأنا بحبه وجايب له هدايا ومفيش حصار خالص
هل ده ردّ منطقي؟
أقصد أقول إنه لو حبيبي المفروض لا أعرقل مدخل بيته في الخروج والدخول
فحتى لو سميت دي زيارة محبة فالحقيقة هي أنني أحاصره وأمنع الخروج والدخول

الخلاصة:
الحكم على الشيء فرع عن تصوره
والعبرة بحقيقة الواقع لا بكلمات الوصف

أنا فعليا محاصر هذا الشخص
حتى وإن ادعيت أنني أحبه وأن هذه الكراتين بها لؤلؤ وألماظ وذهب وياقوت ومرجان

نعود إلى قطر:
يقول الإعلام السعودي إن قطر تتآمر على السعودية مستشهدين بتسجيلات لأمير قطر الأب
وأنا أقول:
لنفترض أن تميم بن حمد آل ثاني أمير دولة قطر قد قتل أميرا سعوديا من الأسرة المالكة
هل يجوز للدولة السعودية أو أسرة آل سعود أو لأي شخص أن يؤاخذ القطريين بجريمة أميرهم؟

هل مثلا يجوز شرعا شنّ حرب أو منع تجارة أو إغلاق حدود بناء على ذلك؟
أنا أدرك تماما أنّ هذا في الأعراف الدبلوماسية والتصرفات السياسية متاح بل ومطلوب
ولكنني أتحدث عن حكم الدين الإسلامي في هكذا تصرف أراه شخصيا مخالفا للشريعة الإسلامية السمحة

فالقرآن الكريم واضح وضوح الشمس أنه " لا تزر وازرة وزر أخرى"
وغاية ما هنالك أن تطالب السعودية بتسليم الأمير القاتل لمحاكمته
فإن افترضنا تواطؤ أفراد في الحكومة القطرية لمنع هذا التسليم
فهل هذا يبرر حصار شعب كامل وإغلاق الحدود البرية معه رغم أنها منفذ غذاءه ودواءه ومعيشته؟!

نعم:
الغضب والحمية تفعلان بالناس أكثر من حصار دولة كاملة وكم رأينا من قادة أحرقوا مدنا
ولكن أنا أتحدث عن العقل والمنطق قبل حتى الشرع والدين

يعني من غرائب الدنيا السبع إن بعض "المسلمين" و "العرب" كانوا بيقولوا قطر مش محاصرة
ليه يا عم الحج؟
قال لك قطر معاها فلوس تشتري احتياجاتها من تركيا وإيران وعمان بشكل سلس ومفتوح

وإعلامنا إعدامنا على رأي الراحل أحمد مطر رحمه الله كان يغذي الفكرة دي
كارثة طبعا لأننا لو رجعنا لحصار صاحب الشقة بكراتين الساعات الذهبية
الراجل صحيح بيقدر يخرج ويدخل بيته عبر البلكونة وباستخدام سلم على ونش
بس ده تصرف مكلف ماديا
ومرهق ذهنيا
وأطول زمنيا

فهل يجوز أن نحاصر شعبا كاملا بسبب تصرف حاكمها ومذيعي قناته التلفزيونية ثم ندعي أن بإمكانهم الشراء من دول أخرى غيرنا؟ أليست هذه الدول أبعد في المسافة وبالتالي أعلى في التكلفة بل ربما تأثرت جودة بعض المنتوجات الغذائية بسبب هكذا حصار؟
هل يجوز تخريب بيوت وتفليس رجال أعمال أشغالهم وأعمالهم وتجارتهم معتمدة على الحركة من و إلى قطر استيرادا أو تصديرا؟
حتى ولو كان هذا التصرف "يضغط" على حاكم قطر المجرم وقناته العميلة - فهل يباح ويجوز ارتكابه بهذه الحجة؟

بالمناسبة:
شخصيا أرى من أسخف الكلمات وصف دول وشعوب غير عربية أو غير إسلامية بأنها صديقة، وفي رأيي الكل أشقاء وقد يصح إطلاق هذا على حكومات أما على مستوى الشعوب فلا معنى لوصف بعضهم بالصداقة التي هي أقل من الأخوّة فالكل سواسية بل وأرى أنه ينطبق عليهم مصطلح أهل الفترة - ثم إن الله سبحانه وتعالى يقول في كتابه العزيز "ولقد كرّمنا بني آدم" فبأي حق نقلل من شأن بعضهم دون مبرر ودون حجة ودون أن نرى إجماعا، عن علم، منهم أو من بعضهم ضدنا فيكون هذا -مثلا- مبررا لأن نعتبرهم مجرد أصدقاء لا أشقاء؟



ايه المشكلة لما مصر تشارك في إطفاء حرائق غابات إسرائيل؟! كلام بالعقل والدين بعيدا عن غوغائية الجهلة وإجرام الإخوان

احنا شرحنا أعلاه خطأ محاسبة شعب كامل على تصرفات حكومته
وشرحنا أن النصارى واليهود وغيرهم مش أعداء لمجرد اختلاف الدين والعقيدة
بدليل إننا مأمورين بتأمينهم جوة كنائسهم اللي احنا مؤمنين أنهم يعبدون الله فيها على غير ما نعتقد أنه الصواب
بل إن الفاروق سيدنا عمر في زيارته إلى كنيسة بيت المقدس وقد دخل وقت الصلاة الركن الثاني من أركان الإسلام
حين عرض عليه الأساقفة ورجال الدين أن يؤدي الصلاة داخل كنيستهم فإنه رضي الله عنه رفض كي لا تكون مزارا
أو مكانا يؤمه المسلمون بحجة أن صحابيا مثل سيدنا عمر صلى فيه فيأتون للصلاة فيه أو للتبرك

نيجي بقى لإجابة سؤال ايه المشكلة لما مصر تشارك في إطفاء حرائق غابات إسرائيل:
(بالمناسبة: والدي كان ضابط جيش أثناء نصر العاشر من رمضان/السادس من أكتوبر)
هل كل الإسرائيليين الحاليين كانوا مشاركين في احتلال سيناء وقتل أهلها وضباط الجيش المصري؟
الإجابة: لا

هل كل الإسرائيليين الحاليين مشاركين في احتلال فلسطين وقتل أهلها؟
الإجابة: لا وإنما بعضهم ولد بعد الاحتلال ووجد نفسه أمام أمر واقع يفرض عليه حمل الجنسية الإسرائيلية
هل يوجد إسرائيليون حاليا يرفضون جرائم جيشهم ضد أهلنا في فلسطين؟
الإجابة: نعم

هل معنى كلامي أعلاه أن نأخذ كل الإسرائيليين بالأحضان على طريقة الحب الحب الشوق الشوق؟
الإجابة: لا

أومال عايز تقول ايه؟
الإجابة:
عايز أقول أن الإسرائيليين 3 أصناف بموجب آيات القرآن المشار إليها أعلاه وتفسير الشيخ العلامة الشعراوي رحمه الله لها:

1- صنف لا يحمل أية رغبة قلبية في أن نرتد عن الإسلام أساسا أو حتى في احتلال أرضنا ولكنه ولد ووجد نفسه أمام أمر واقع لا يد له فيه (وده لا يتعارض مع أخذ الحذر والحيطة فقد يكون مجندا لحساب الموساد مثلا للتظاهر بذلك)

2- صنف يحمل هذه الرغبة القلبية دون أن تتحول إلى فعل أو قول لاحتلال أرضنا ولكنه ولد ووجد نفسه أمام أمر واقع لا يد له فيه (وده لا يتعارض مع أخذ الحذر والحيطة فقد يكون مجندا لحساب الموساد مثلا للتظاهر بذلك)

3- صنف احتل أرضنا أو حوّل الرغبة القلبية لإبعادنا عن الإسلام إلى فعل مادي أو قول لفظي (عدوّ)

فاللي عايز أقوله باختصار إن تصرف السيد الرئيس عبد الفتاح السيسي بإرسال طائرات للمشاركة في إطفاء الحرائق جوة إسرائيل هو تصرف يخدم أول صنفين من الإسرائيليين اللي فيما أفهم، شرعا، احنا يحرم علينا إيذاءهم أصلا

والحقيقة لو صح كلامي فهذا لن يكون جديدا أن نرى تفسيرات مغلوطة للدين تنتشر وسط الناس
والدليل هو بيان نداء الكنانة اللي نشرته جماعة الإخوان المسلمين على موقعها الرسمي في 28 مايو 2015
البيان يفتي بقتل كل موظف حكومة وكل مصري مش شايف 3 يوليو انقلاب عسكري بحجة إنه قاتل
ولو كان داخل مسجد في صلاة الجمعة:

ويمكن الاطلاع على نقاشي مع بعض المخدوعين في الإخوان هنا عبر صفحة ثورة نقابة المهندسين:
https://www.facebook.com/EngineersEgypt/photos/a.128909374504493/267020837360012/?type=3&theater


ايه بقى علاقة حركة بناء رابطة شباب المهندسين بالموضوع ده؟!

الإجابة: إن بعض مؤسسي أو أعضاء حركة بناء رابطة شباب المهندسين سابقا شباب الشحاتين حاليا بيهاجمونا لأننا كشفنا إنهم ورا قانون جباية نقابة المهندسين الكارثي الجديد في مجلس النواب:

وكمان بيهاجمونا عشان مؤيدين للرئيس السيسي فاحنا قلنا لعل الموضوع ده يكون حاجة يستخدموها في الدعاية لينا بشكل غير مباشر لما يقولوا شوفوا ثورة نقابة المهندسين بيطلبوا للنظام فالناس تقرأ الموضوع ده وتعرف الحقيقة، وإننا عايزين نخدمهم مش بس نقابيا ومهنيا وإنما كما تجديدا دينيا -لو كان كلامنا صح- بموجب المادتين 2 و 42 من قانون نقابة المهندسين رقم 66 لسنة 1974: